حليب فصيح ولبن عامي

رضعت من الثديين العربي والفصيح والباقي التقطته من قارعة الطريق كما أوصى جدي الجاحظ
قدمت الى الدنيا بورقة بيضاء ناصعة كالثلج وقلم مبري راسه اسود وذيله ملون كريش طاووس صغير .
لم يكن القلم يدل طريق الحرف ولا درب الصفحة البيضاء ولا خطوط راحة اليد التي قرا فيها جدي الجاحظ جداول المياه وقبعات الثلج على الجبال وراى تماسيحا تسبح في بحيرات كتابه الحيوان .
فالتقط من بساتين البيان وعناقيد التبيين
الذ ما دونه يراعه ورسمه قلبه وقال لي :
انت الآن في قلب المرود .
دعه يخطك على عين الماء
ستسافر عبر الجداول ،
حين يفيض ستذهب طميا في عمق الزرع وستنموا اشجارا على جانبي النهر .
سياتيك الفلاح ليستظل بفيئك وتاتيك النعامه لتلقط ما سقط تحتك.
وترى الغزالة سارحة لموعد عشق جديد . و الصبية تروي عطشها من احلامك. ويجيء الفارس ليضمد جراحه باوراقك
واخيرا سترى المدينة تفتح ابوابها وتدخلك في حضنها لتنام .
من الثدي الآخر شربت اغفاء وسن خفيف وسكرة شفافة رايت من خلالها البستان وقد جمع احبة الحرف الشعبي من موال وزجل بينهم طلال حيدر بسجادته يصلي ويغني :
أحلى من الركوه
على منقل عرب
أحلى من الفنجان
حلوه
متل عُبي القصب
خيط القصب تعبان
جيبوا حدا من دمر
يدقدق وشم
جيبوا من الهامة
والوشم
بن محمّص وهب الهوا شامي
غمازة لعالخد
ماإلها إسم؟
والخد قدامي .
تمر وقمر مسافر وهوى ليلة تساوي زمن الحب والتعب وتناجي بحنانها غصين الريحان ، ورقة كتب عليها صلاح جاهين ارق الاماني لنيل يجري وعابر يسقي امانيه وردا :
يا نجم .. نورك ليه كده بيرتجف؟
هو انت قنديل زيت؟
أو تختلف
أنا نجم عالي ..
بس عالي قوي
وكل ما انظر تحت اخاف انحدف
عجبي!!!!