top of page

دم مُتَكسِّر

Updated: Jun 29





أتاك النداء

ذهبتَ بعيداً في المدارات

تجاوزت خطوط العودة

تراودك الظنون

التي تعد سُكرها في غياهب ذاكرتك المُثقلة

تعجن الحلم بالذاكرة ..


خفيفاً تمضي وكأن الوقت مُلكك

نسجتَ خيوط آلامك

وكسرت أطباق الأطياف وهيامك

تلوح في المحيطات آناء الصمت

وأطراف البياضٌ

هل كنا نرهب غيابك؟

أم هو طريقك الذي عَبّدته بألمك المتكسر،

والمرض المزروع في دمك النقي كحقل للحب ؟


لا ليل يأتي بعد الليل

كل الأوقات ظلام

وحدك تطلع ناصعاً كبياض روحك

تحلق شاهقة

ويصير لها وقع مجلجل

خطوات أخرى لا تستكين

كيف اكتفيت !؟

لماذا غادَرَتك الأمكنة

وكانت زواياها ،

منعطفاتها

تميل حيث تميل بالقرص ..


أيها الماضي سريعاً

رويداً

تسألك المساءات المُورِقة

والأحاديث العابرة

خارطة التراب

حين تكبل خلائقها

رَكنتَ ركابك

وأَنَخَتَ براحلتك ،

بعيدٌ جداً

تقطعت السُبُل

صارت أصداء

تعبر كلما مررت وأنت تحمل لحظاتك الخاطفة

سكونٌ غامر

فيعاود الكَدرُ

وتسري الساعات من جديد ..


تداركتنا خيوط الربيع

خرجنا عن مدارات الصخر

ما نكثنا بعهودها

تُهاتفنا أصواتٌ آتية من جوف الأرض

انجزنا خطايانا المارقة في أطوار الغابة ،

كتبنا على حواف لؤلؤنا الخرافي أحلام أكبادنا

بنينا عشاً جميلاً

وبيوتات للقاء

لكن الخيول العوجاء عاثت بين أروقة السخط

ومزّقت شرائط وصلنا

أصابنا ذعر الطرائد الغافية

ترقّبنا المترفون بالنار

جحيم فاتِكٌ

في مرتع البندقية والقلم

نكتب في ظلال الجفون

نُكحلها بإثمد الغبار المرتعب

نرتقي عتبات الألغام

ونمتطي مجرات الأفلاك ..

تلك الجروحات العتيقة

تلملم أدواتها خارجة

إلى أقبية العُتاة تستجدي البراء

تلك الجروح لم تبرأ

حَملتَها على جبين الشمس

وعلى أشهاد الزوايا

تطوف بها أرجاء البلاد

وأنت تمضي

تمضي

حيث يغور الموت،

وتتفجر حياة اخرى ..



148 views0 comments
bottom of page