على مسرح «المجاز» السويدي تفتتح معرض "صور أيقونية“ للمصور الصحافي ماكوري

ثقافات وأحداث ماثلة في صور و تصوّرات مختلفة في معرض "صور أيقونية“ للمصور الصحافي الأمريكي ستيف ماكوري، الذي أفتتح مساء أمس الأربعاء في مسرح المجاز (إمارة الشارقة)، برعاية كريمة من سعادة علياء السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة. حيث جمع المعرض أهم الصور التي التقطها ماكوري حول العالم في السنوات الأربعين الماضية.
لتروي هذه الصور حكايات معبرة تتخطى حدود اللغات والثقافات. وبحسب بيان القائمين على المعرض فإن أسلوب ستيف التصويري يرتكز على التقاط اللحظة في صور مميزة وتطعيمها بمزيج من الأضواء والتركيبات والألوان فتسلّط الضوء على الطبيعة الإنسانية البحثة.
ومن جانب آخر يصوّر ماكوري الأولاد والحيوانات والجبال الجليدية في القطب الجنوبي وأشجار الباوياب العملاقة في مدغشقر، ليأخذ المسافر في رحلة إلى أماكن بعيدة ويدعوه للالتزام بمسؤوليته المجتمعية والحفاظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة.

يأتي هذا المعرض على هامش فعاليات النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" التي تستضيف 74 فناناً ومغامراً ومبدعاً من أبرز المصورين بالعالم، خلال الفترة من 9 إلى 15 فبراير الجاري في "مركز إكسبو الشارقة"، يروون حكاياتهم وتجاربهم من خلال 1794 صورة في 68 معرضاً فردياً وجماعياً، و41 جلسة حوارية، و63 ورشة عمل وجلسة نقاش جماعية، بالإضافة إلى النسخة الثانية من القمة البيئية، وسوق الصور، والمعارض التجارية، وحفل جوائز المهرجان.
يعتبر ستيف ماكوري من ألمع الأسماء في عالم التصوير المعاصر لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ولطالما كانت صوره حاضرة في المجلات، وأغلفة الكتب ومحتوى العشرات من الكتب، ولطالما عرضت في معارض فردية وجماعية حول العالم.
وكان ماكوري، المولود في إحدى ضواحي مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، قد تخرّج من جامعة الولاية حاملاً شهادة في الإخراج السينمائي، ليبدأ حياته المهنية بالعمل مع صحيفة محلية.
وبعد سنوات من العمل الحرّ، زار ماكوري الهند في رحلة كانت الأولى بين رحلات عديدة لاحقة إلى شبه القارة التي قصدها في زيارته الأولى حاملاً حقيبة من الملابس وحقيبة من الأفلام فقط لا غير، ليجوب مختلف أنحائها طمعاً في أجمل المغامرات ورحلات الاستكشافات التي نتج عنها أروع الصور.
وبعد شهور من التجوال داخل الجمهورية الهندية، عبر الحدود إلى باكستان ليلتقي هناك بمجموعة من اللاجئين من أفغانستان ساعدوه في عبور الحدود بطريقة غير قانونية إلى بلادهم التي فرض عليها الاحتلال السوفييتي آنذاك حظراً يمنع دخول أي صحفيين غربيين. وقد تنكّر ماكوري طيلة الوقت بزي محلي ليطلق لحيته ويمضي أسابيع عديدة بصحبة "المجاهدين"، فيقدّم للعالم الخارجي أولى الصور حول الصراع الدائر هناك مع إضفاء مسحةٍ إنسانية واضحة عليها.
ومنذ ذلك الوقت، التقط ماكوري خلال مسيرته الحافلة صوراً مذهلة من القارات السبعة ليغطي مواضيع متنوّعة تشمل الصراعات المسلحة، والثقافات الآخذة في الزوال والتقاليد العريقة، والثقافات المعاصرة، والتي لطالما طغى عليها بعد إنساني واضح، وهو ما جعل صورته للفتاة الأفغانية تجد طريقها إلى العالمية بكل قوة، لتحقق شهرةً كاسحة وتغدو رمزاً بحد ذاتها.
أصدر ماكوري كتباً عديدة من بينها كتب صدرت مؤخراً مثل "أفغانستان" (2017)، و"حياة في صور (2018)، و"حيوانات" (2019).