top of page

الحج .. بين الصورة وفلسفة التجريد



بين الثبات والحركة، سعى الإنسان إلى آماله وأمانيه. فالحركة هي الصيرورة التي يصل بها إلى أهدافه المعيشية والجمالية؛ سعيًا منه إلى الرقي والكمال. وما السكون إلاّ حركة نسبية نشعر عن طريقها الحركة الأسرع.

وإن جمال الحركة يظهر في تداخل الأجسام والألوان، وتمايل الخطوط، فالأبيض الغالب يمثل النقاء أو السعي إليه. والألوان هي الأبيض في صورته المشتتة الجميلة . وإن هذه الحركة (السعي) متجهة نحو المطلق يلفها الشوق والرجاء بعفوه ورحمته.


مايكل أنجلو

الحج عند المسلمين أكبر تجمع بشري في مكانٍ واحد بلباسٍ واحد لونه أبيض للرجال والنساء ملابسهن مختلفة وملونة ، هذه العبادة قائمة على الحركة من الدوران و الإنتقال من مكان الى آخر ، وأنا ضمن هذا الجموع شعرت بأنه يوم القيامة والنَّاس تطلب الغفران ، تداعت لي الصور لوحات مايكل أنجلو في كنيسة سيستاين عن يوم القيامة ومريم العذراء وهي تنظر الى الحشود الغفيرة المنبثقة من القبور بكميات ضخمة وهم صحيحي الروح والجسد.



وكذلك صور دانتي الشعرية عن يوم القيامة في الكوميديا الإلهية ، تشكلت لدي فكرة مشروع الماستر في هذا الإطار المعرفي والتفاعلي ، كيف أخلق جواً من المهابة والرهبة والغموض من خلال الكاميرا وبعد عدة تجارب ، أتبعت طريقة سلو شتر في تصوير الحركة في جميع الصور ، بعضها مع الثبات لأظهر بعض الأجسام الثابتة واضحة والتباين في الأوضاع و المواقف ، وفي الصور الباقية إتبعت سلو شتر مع تحريك الكيمرا بعد تقسيم الزمن عدة وقفات مثلا ٤ ثواني أقسمها الى أربعة أجزاء ثم أحرك الكيمرا كل ثانية رأسياً أوأفقي أو لولبي حسب التأثير المراد تكوينه ، اذا أرتٌ الخطوط متجه الى الأعلى حركتها رأسياً أو الخطوط أفقية حركتها أفقية ولولبي لمزج الأجسام والخطوط حسب إتجاه الحركة ، بذلك جعلت حتي الأجسام الثابتة متحركة مع جموع البشر لزيادة الرهبة في المكان وهول الموقف، في بعض الصور مزجت الأجسام بالمباني لزيادة الغموض، مع ملاحظة الألوان الزاهية في المكان في وسط الأبيض وهو لون ملابس النساء ليُعطى الأمل في المغفرة والرحمة ، لقدصورتُ الناس في الكثير من أوضاعهم الحركية البطيئة مثل الصلاة أو السريعة من الطواف حول الكعبة أو السعي بين الجبلين أو الإنتقال من مكان الى مكان ، وقد إستغرق ذالك أربع سنوات من مواسم الحج والعمرة .





13 views0 comments
bottom of page