top of page

حرفة الدبغ في المغرب، حكايا اليهود و الملح..فوتوغرافيا عيسى إبراهيم



 المَدبَغة، وجمعها مَدابغُ، هي عبارة عن مكان يتم فيه تحويل جلود الحيوانات من الماشية، والغزلان و الماعز والأغنام، بعد سلخها إلى منتجات جلديه يمكنها أن تتمثل في الأحذية و الحقائب النسائية وغيرها من المنتجات الأخرى.



حرفة فيها من التفاصيل الكثيرة التي لم أكن أعرفها لولا رحلتي الفوتوغرافية للمدينة القديمة بفاس المغربية - الحديث هنا للفوتوغرافي عيسى إبراهيم- تلك المدينة التي تحتضن في وسطها أكبر دار لدباغة الجلود «دار شوارة» التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن 13 الميلادي، على يد اليهود المغاربة، حيث تشير كثير من السرديات إلى أن تلك الحرفة كانت امتدادا لحرفة الملاحة و التي كانت سبباً في تعيين أسم الحي الذي كانوا يسكنونه بـحي «الملاح» كونه سوقاً للملح.



والدباغة تعتمد في أساس أشتغالها على غمر تلك الجلود في الملح، إلا أن حكاية الصورة التي التقطها لم تكن لتقتصر على حاضرها بالنسبة لي، الصورة هنا كانت بمثابة نفض لحكايا وصور المكان التي صاغتها سرديات تاريخ تلك الأزقة الضيقة المشبعة بروائح أقل ما يمكن أن توصف به بأنها بشعة، لا لشيء سوى لنت



انتها وقوتها في التأثير في قدرتك على الصمود دون أن يختل فيها توازنك. تلك البشاعة كانت ماثلة في السرديات التي يرفضها كثير من المغاربة و هي التي دونها الكاتب الفرنسي هنري دو لامارتينيز والتي تقول ” أن اليهود المغاربة كانوا مجبرين على العيش داخل أحياء ضيقة ووسخة محاطة بالأسوار (…) أشبه ما تكون بالسجون. كان يطلق عليها اسم الملاح لأن سكانها كانوا يمارسون فيها مهنة معالجة الرؤوس البشرية التي يأمر سلطان المسلمين آنذاك بقطعها وتحنيطها بالملح قبل تعليقها على أبواب المدينة … الصورة إذن حكايا وتلك الحكايا تحمل في مضامينها صور لا متناهية تُكتب وتتعدد بشكل لا متناهي من الصدق و الأختلاق و الكذب أيضاً …







10 views0 comments
bottom of page