top of page

كما أحبها



كما أحبها


رمل يبحر

ممسوس بملوحة أشرعة تنيب القوارب مرادها

شواطئ تتبعثر ويابسة تتسع لتجابه المدن

وطن يبحر في كل روح تنتوي سكناه

بيوت وتعاريج أزقة ماكرة

تخبئ أسرارها وتلغي أسوارها

لتضمد بصمات طفولة خافتة ولاتزال


أمومة العمر

رائحة الشواء في دروب العودة من درس واهم

رفة التحايا المرسلة على عواهنها لكل قلب

شيخ يدحرج ظله وعباءته وما يملك من صبر

جدات تأخرن في العمر عن عمد

صبية يطارحون العبث

غبار دائم

صيف سيد

وحب يتلفت قبل أن يزيح اللفافة عن قلبه


وطني عطر ذاكرة تسمو

سبحة أبي وقلادة أمي

صياح أخوتي ودماثة بيتي

حنايا قلبي وحنو حديقتي

نخلة لا تبوح بظلها إلا لي


وطني آه الزفير الرائج في الصدر

ترف النخيل في أماسي تمس القلب

غترة بيضاء تتهادى وعقال يلتف بظلمة الممر

صندل رائج ورنين أساور تحتفي بالحب

عباءة لامعة وظلال مموهة

صياح باعة يجولون الفراغ تلو الفراغ

ظهيرة لا تهدأ ولا تنام أمام طفولة تلكز الغياب

دانات صقيلة بصبر غاصة ينسجون الصعب

لآلئ ثرية بمجد غابر

سفن متراصة تبحر على مهل

غناء ممدود وموج يموج

قسوة حناجر تصدح الآه

لأفق لا يرى البحر


كما أحبها

تبحر نحوي وترمق قلبي

تـأسرني بحرية بحرها وسلام رملها

بهدوء ما مضى من عمري

وما تبقى من قلبي


46 views0 comments
bottom of page