top of page

فصول




يحرقُنا ألفُ اسمٍ،

يجمعُنا ألفُ جوعٍ،

ألفُ روايةٍ تتحدثُ عنا، ولا تنتهي!

كأننا الحجر، كأننا شجرُ الدهر،

صرنا البحرَ الذي لا يجفُّ ولا يرتوي.

انتهينا في البدءِ، بدأنا في الخاتمة.

صار المكانُ زمناً، والزمانُ مكان،

بدأنا في الأزلِ وفي الأبد.


(2)

ستظلُّ منبوذاً إلى أبدٍ،

وتظلُّ تنتظرُ الهوى،

تلاحقُ الغيومَ، تُحصي الطيورَ.

تظلُّ غريباً، على أُرجوحةِ الدهرِ تبكي.

منبوذاً لا تعرفُ الطرق،

منسياً في زوايا العناكب،

وحيداً لا تسألُ عنكَ الأشجار،

لا تذكركَ الأنهارُ، لا يواسيكَ القمر!

منبوذاً كالغصنِ المكسور،

لا يعرفكَ القاصي، لا يدري عنكَ الأدنى،

كاليتيمِ تئنُّ، تأكلكَ الحسرةُ.

منبوذاً تلعنكَ البيوتُ والأرصفة،

يتبعكَ الظنُّ، تنادي مقصلة.


(3)

ما لم يكتبْه السردُ،

ما لم تتحدثْ عنه الأيام،

يتجددُ في هذا الفصلِ، يصحو في الهزيع.

والوقتُ يلهو، لعل الهوى يصفو،

لعلّ نبوءةً تتحقق،

لعلّ السِّحرَ يتبلوّر، ولعلّ المعجزاتِ تكون.

لعلّ الماردَ يخرجُ من بحارِ الضجرِ، من قوقعةٍ.

الماردُ الكامنُ في الدهرِ لعله يكتبُ التاريخ،

يغيرُ المسارَ، يكتبُ اسماً وسماء،

لعله يروي، يُعطي الضيا،

يرسمُ الصبحَ لعله.

27 views0 comments
bottom of page